Poems

جزء من حـــياة

 
 
مِن المُحتَمَل..
 
أنني قد راقبت يومًا
 
سقوطَ الشمسِ..
 
و تلقَّيت الذهبَ المتناثرَ منها
 
فوق راحتيّ البحر،
 
و أطبقت ضلوعي
 
على بقايا الدفءِ الهارب،
 
و فتَّشتُ عن الودعِ بدأب..
 
في كومات الرمل
 
 
و ذرعت المدينة..
 
جيئة و ذهابًا،
 
تسكَّعت على المقاهي العتيقة
 
و احتسيت زجاجات البيرة،
 
التقيت أصدقاء و زوارًا،
 
و جالست أدباءا و ثوارًا،
 
و قضيت بين الطاولات المزدحمة
 
ساعاتٍ طوالا..
 
 
و صعدتُ وهبطُّ
 
شوارعًا و حوارٍ،
 
بل أذكر أنني
 
قد ابتعت يومًا..
 
مِن الناصية التالية
 
مِزمارًا..
 
و وقفت أسفلَ شُرفة
 
أرقبُ الصُحُفَ المُبتلّة،
 
و الأرديةَ الثقيلة..
 
أعبث بقدمي
 
في بركة المياه الصغيرة،
 
لأصنع دوائرَ
 
لا تنتهي..
 
 
و من المحتمل أيضا أنني؛
 
قد صادفت حضنًا..
 
وبعض القُبُلات
 
السريعة،
 
و ابتسمت للبائع الضرير
 
و أنا أعطيه ثمن جوربي،
 
ثم قضيت اليوم..
 
أضع ساقًا فوق ساقٍ
 
لأرى الألوان البهيجة..
 
 
حقًا؛
 
ربما لَملَمت يومًا..
 
سعاداتٍ كثيرة:
 
صحوت في فراشٍ دافئ
 
- لم أسعل و لم يكن أنفي يسيل -
 
و لم يلُح بمعطفي الصوفيّ
 
ثقبٌ كبير..
 
و احتفظت له عند صدري،
 
ببضعة أزرارٍ عالقة..
 
 
و استطعت مرة أو اثنتين
 
أن أصنعَ غيمةً ثقيلة..
 
على واجهةٍ زجاجيةٍ باردة،
 
و رسمت بأصبعي
 
شِراعًا عريضًا
 
و دائرةً في أعلى الغيمةِ
 
و خطوطًا مُتعرِّجة..
 
 
و افترشت الدكة الخشبية
 
الكالحة،
 
غير ذات ظهيرة،
 
ووضعت أسفل رأسي
 
كومة نفايات جميلة
 
انتقيتها بحرصٍ..
 
بالغٍ.
 
 
و سكنت درجات الترام..
 
أيامًا لا أحصيها،
 
بل وجلست
 
بعض المرات
 
على المقعد الجلديّ الوثير،
 
فتحت فمي للرياح،
 
و أخرجت رأسي من النافذة.
 
 
احتفظت في ذاكرتي..
 
بعناوين عديدة،
 
كما امتلكت بعض الأوقات..
 
جريدة،
 
و جمعت نجومًا،
 
ملئ جيوبي
 
و أوراقًا ملونة..
 
 
أقول لك؟
 
فعلت للحقِّ أشياءً كثيرة
 
لكني حتمًا
 
لم آت هنا من قبل
 
ولم أصادفكَ أبدًا..
 
فقط
 
لو تُعطِني
 
كِسرة خبزٍ
 
تُسكِتُ جوعي،
 
فمِن المُحتمل..
 
أن أملك ذات يومٍ
 
ما نقتسم:
 
شطيرة لحمٍ لطيفة،
 
كتابًا،
 
حذاءً،
 
صحيفة..
 
أو كِسرةَ خُبزٍ أخرى..تكون في مِخلَتي.