قردٌ على الشباك
(1)
الولدُ الذي كان يلهو في السرير
أمه تطبخ مجروحة
يرمي بالدوائر واللغو
من النافذة الصغيرة
تبتسمُ
(يسطع العالمُ كله)
"يبرطم "– ماذا يظنُّّ؟!
على الشبّاك قردٌ
وراءالباب
لكنه لم يزل يهوي إلى ظلمةٍ بعيدةٍ
لايدل يصراخاً
يعلي مخالبه - الولدُ
الأخضرُ
المُستـََفَذ
(2)
لم تعلمه البكاءَ –بغتة – الغناءْ
خضراء – كما شاءت
تعلمه الأقاصي الشسوع
وتناديه: الرحابة
خلفه ثلٌّ من الوصفِ
أمامه نهرٌ وجرعةُ ليل
وقوافلَ تدعوه لينأى
(أين هذا الخيط
تلك النار
أين الملكات؟!)
(3)
راكضاً في زقاقٍ
يدلق الزيتَ
على السروال – هذا الولدْ!
بال على السروال
من أثر الضحك
وهو يركضُ في الأبد
هذا الزقاق
عصابة الجراء
تواطؤُ الغيوب!
(4)
البابُ مصنوعٌ– يوحي بيدٍ تعرَقُ
المفتاحُ أنتَ
صريرُ الكون– سرك
الوحيد
تسندُ عليه قفا مستقبلٍ وترآئيات
وتحملُ عنك آكولة "الأرْضَة"
في قلبك
رائحة البلل
مطارق الأعداء والأقارب
(طالت غيبة ُ الضوء
يدهن الأشياء بالصحو
طال حضور الطلاء)
تدخلُ – منْ أين شئتَ – مثقوب العناء
تصاحبك الريح – شئتَ
تداعبك الصدماتْ!
كان ينظم عقداً من الأصداف
يلوِّنه بخرافاته
ويصادق الضفادع الغريبة
وهي ترقبه بصمتٍ
وراءالباب / على الشّباك
(تهرع كي تعلّي
لا يُدلّي
أيَّ شيئ!)
(5)
بالغابة الوحيدةُ تعرفُ الأصوات
كانت تناديها عيونُ الغالين
تشدُّها أناشيدهم
بحنان أناملهم
ورهيف توحدها
تقعُدُ صامتة ً
قُربَ أيَّ شيئ
تدفئُ الشايَ
أو تصنع العصيدة
في الحديقة
بالبيت الغريبِ بيتها
تدعو مواعين الغسيل
الى صباح الصوت
تدلكُ كلَّ شيئٍ في مكانه
تراقبُ المذياع
يدعوها الى رملٍ بعيدٍ
صحراءَ
لكنَّ لونها يمتدُّ نهراً
كي تغني..
والوَلدْ ؟!
................. ..............
في غابةٍ خضراءَ
أو حمراءَ...
في صحراء
من كان يناديها – أبد ؟!